هذا العام، بعد شهور من كوني عاطلةعن العمل من الناحية العملية، أخيرا قررت أن الوقت قد حان للعودة إلى العمل، هذا المرة بجد.
فمن العار أني اتخذت هذا القرار في وقت متأخر جدا، وأنه أخذ مني وقتا طويلا.
كان ذلك الوقت مؤلم بما يكفي للسماح لي بأن أدرك أن السبيل الوحيد للعثور على عمل في بولندا كان عن طريق تعليم اللغة الإسبانية. أنا لم أعتبر نفسي يوما معلمة اللأسباني، ولكن هذا هو بالضبط ما أنا عليه الآن، وأنا أعمل في مدرسة خاصة لتعليم اللغات كاللغة ثانية Raszyn تدعي مدرسة
قومت بتدريس المراهقين، بالنسبة للعالم يعتبر عمل لاخجل منة.
ومع ذلك، أعتقد أن الطلاب كانوا مليئين بالحياة والجمال ، وبطبيعة الحال إذا كانوا يستمعون و يتوقفوا عن الثرثرة لكنت الحياة أجمل.
يجب أن أعترف، انهم مبدعون و جعلوني أري وجهة نظر مختلفة تماما تجاه العالم.
واحدة من أكثر الجوانب المثيرة للاهتمام في عملي ليس فقط حقيقة أن انتهى بي الأمر في مدرسة لتعليم اللغة البولندية، مع زملاء بولنديين، في بيئة بولندية , ولكن حقيقة أنة لدي طلاب أجانب في فصلي. واحد منهم من فيتنام و الأخر روسي.
و بقية الطلاب بولنديين وأنا نوعا ما أبدو غريبة بالنسبة لهم.
لقد جئت من نفس كوكب ميسي. ولكن ليس لديهم أي فكرة كيف تبدو بلدي.
انهم يعرفون فقط أنها بعيدة جدا من بولندا, و يعتبرون لغتي البولندية سيئة جدا، و ينظرون في وجهي بشفقة عندما أحاول أن أعبر عن ما بعقلي بلغتهم.
الوضع مشابهة قليلا: كالغتي الإسبانية بالنسبة لهم.
عندما تحدث واحد من طلابي وقال إنها لا تفهم ما أقوله لها باللغة الإسبانية، أجبت: "أنا أفهمك تماما، لأن لدي نفس المشكلة منذ أن انتقلت إلى بولندا." أنا ليس لدي كل الأجوبة، وأنا نوعا ما وسيط، فا أنا مجرد شخص هنا لإعطاء خطوط عريضة.
ثم أظهر لئ تعبير بوجهة نوعا من التعاطف، لذلك أعتقد أنه فهم وجهة نظري.
كان لي طالب من نيروبي وبحثنا بمتعة عن بلدتها على الخريطة و كم تبعد عن بولندا، كانت بلدتها أقرب من بيتي بمدينة "بوينس آيرس"، أو بلدة بيت صديقتها الذي كان من "أذربيجان".
سألت الطالب الروسي، أن يكتب اسمه في "بالسيريلية"، كان على الجميع أن يرى أنه لأنه يعلم شيئا ونحن لا – لغته.
عندما أظهرت لطلابي عدد البلدان حيث الاسبانية هي اللغة الرسمية فوجئوا جدا.
أحاول تشجيعهم على الفضول المعرفي لتعلم الأشياء الجديدة.
سألتهم، أن يتخيلون حياتهم إذا كانوا قد ولدوا في إحدى الدول الناطقة باللغة الإسبانية
لقد عملنا على ذلك كجزء من مشروع "الرمزية"، حيث تلاعبنا بالاسماء فكانت "ألكسندرا- أليخاندرا" "مارشا - ماريا " "غريغور – غريغوري" وما إلى ذلك.
ثم كان عليهم أن يختاروا بلد الولادة، وكان كل فريق يقوم بأعداد بعض المعلومات عن هذة البلد، و هكذا خلقنا فتاتين وهميتين مع المكسيك وصبي واحد من كولومبية.
وتصوروا أن طعامهم يتألف من البوريتو والتاكو، أنهم يأكلون و يستمعون الموسيقي الاسبانية منذ وقت النشأ في المنطقة الفيدرالية الضخمة.
كما أنني طلبت منهم أن نتخيل ما اللغات التي سيتحدثونها إذا كانوا قد ولدوا في "ميامي" أو "باراغواي" أو بجوار الحدود البرازيلية.
وبذلك حاولت أن أشجعهم بالتفكير في كيفية أن كل شخص تتغير نظرتة للأشياء تبعا للدولة الذي نشأ بها.
أن الغرب البعيد ليست ببعيد عندما تكون قد نشأت في ولاية كاليفورنيا، ودول الشرق ليست بالشرق حقا عندما تكون قد نشأت في الهند..
بالنسبة لي كان الأكثر أهمية من تعليم اللغة , هو تعليم الأطفال انهم يعيشون في عالم من الألوان أكثر مما يمكن أن يروة في محيطهم القريب.
يوما ما سألت طلابي أن نتصور أي نوع من الأسئلة قد تسألها لشخص قد ألتقيت للتو بة، وبعد نقاش طويل قرروا السؤال "ماذا تعمل ؟" ليس له معنى.
عندما سألت لماذا يعتقدون ذلك. قالوا :"ما هي الفائدة من أن يسأل شخص ماذا يعمل؟" حاولت أن أشرح لطلابي أنه حتى لو أنهم يقضون معظم وقتهم مع مجموعة من الناس الذين تفعل الشيء نفسه (قضاء ساعات طويلة في المدرسة والدراسة ولعب ألعاب الكمبيوتر)، فا تعلم الاسبانية هي من أجل استخدامها في حياتهم المستقبلية.
وسوف يلتقون بالتأكيد العديد من الناس الذين يعملون،و يدرسون ، هم آباء أو الأوصياء أو كليهما.
هؤلاء الأطفال ينظرون للعالم من وجهة نظرهم الخاصة: جارتي، مدرستي، أصدقائي، وقتي الخاص / حياتي. ولكن سرعان ما سوف يتغير هذا المنظور..
أنهم مثل آبائهم من قبل، عاجلا أم آجلا سيضطر الأطفال إلى إعادة تقييم توقعاتهم و سوف يأخذون بعين الاعتبار أيضا الأشخاص "الآخرين" في حياتهم.
أنها لا تتعلق فقط على بالتسامح والأحترام ولكن ببساطة سوف يطرحون الأسئلة الأساسية. و أن الناس من مختلف أنحاء العالم يعيشون بجانبنا، وليس بعيدا بعيدا من هنا.
في هذه اللحظة، بينما تنقسم الأراء والمشاعر حول الأجانب، من المهم، التفكير في معنى كلمة "تعدد الثقافات".
أنها لا تتعلق فقط بتعلم اللغات وتناول الطعام العرقي. ولكن أيضا بما يجري من الصور النمطية، والتي لها جذور عميقة في أذهاننا، حول أن تكون مواطنا واعيا بالعالم، و تكون مفكر ناقد. ويعتقد بأن المدرسة تكون مكان غير مناسب للإعلان عن هذا النوع من القيم، بسبب تركز المؤسسة على النتائج والاختبارات والامتحانات، على الرغم من أن الصراع مع "البلطجة" آخذ في الازدياد.
لأسف غالبية المؤسسات التعليمية ليست مستعدة للقيام بالتعليم المتعدد للثقافات في صفوفهم. يتطلب التعليم المتعدد الثقافات معلمين ليس فقط متنوعون ولكن أيضا بارعون ثقافيا. المدرسين يجب أن يكونوا على علم، ومرونة ومنفتحون لمختلف وجهات النظر والخبرات. مثل هذا المعلم يجب أن يكون أيضا على استعداد لمعالجة الموضوعات المثيرة للجدل. موضوعات مثل: العنصرية والتمييز على أساس الجنس، وعدم التسامح الديني، التقسيم الطبقي، والكبار بالسن، الخ
إعداد المعلمين لمثل هذه الموضوعات الصعبة ستكون موضوعا رئيسيا على مدى العقود المقبلة. العديد من الدول الأوروبية لديها سنوات من الخبرة مع الفصول الدراسية المتنوعة عرقيا.
ولكن الشعب البولندي يعيش في أحلامة ، بأن المهاجرين لن يأتوا إلى بولندا، والناس التي في ملابس مختلفة، و ديانات مختلفة يرغبون في مشاركة المساحة معهم.
حسنا، لقد علمت بالفعل بعض الطلبة المهاجرين، واعتقد ان العدد يزداد - أنا لا أرى أي خيار آخر. وهذا ما يحدث الآن، وأنه من الأفضل أن البدأ بالتعامل مع الواقع بطريقة إيجابية في أقرب وقت ممكن.
من أجل معرفة المزيد، يرجي الرجوع الموقع التالي:
http://www.teachhub.com/multicultural-education-your-classroom
كتب:جوليا ساليرنو
الترجمة للعربية: ريموندا رفعت